الخصر النحيل أحد أهم مقاييس الجمال الثابتة لحواء التي لا تختلف باختلاف الأزمنة ، فحالها يختلف عن الشفاه الرقيقة التي تدهور بها الحال بفضل الكولاجين ونجمات الفيديو كليب .
وبالرغم من أن كثير من الفتيات يعانين من السمنة ، لكن فى الوقت نفسه يسعين لتحقيق الرشاقة باتباع الحميات المختلفة ، فالخصر النحيف يبقي هو الهدف الدائم للحصول على الجاذبية ، حيث أكدت دراسة أمريكية لجامعة تكساس قام بها أكاديميون لتحليل معايير الجمال، تبين من خلالها أن الخصر النحيل عند المرأة كان المفضل عند الرجال في أغلب الفترات الزمنية الماضية .
سمة جمال وإثارة
وأشارت الدراسة إلى أنه في الماضي البعيد والمتوسط كان ينظر إلى الخصر الرشيق على أنه علامة تعكس صورة الصحة الجيدة والخصوبة والأنوثة عند المرأة، وإلى الآن لم تتغير نظرة الرجل إلى خصر المرأة نظرة إعجاب لأنه يحمل سمات الجمال والإثارة فيها، والدليل على ذلك هو ظهور الممثلات في فترة الستينات ، في فساتين تركز على منطقة الخصر، أبرزهن النجمة الراحلة مارلين مونرو أو اودري هيبون أو البرازيلية ايتا ماراتشي وغيرهن من الجميلات ، فكن يرتدين المشد ليبدو الخصر نحيفا ولافتاً ، و ينطبق هذا الأمر على أزياء القرون الماضية ، التي كانت ترتكز على لبس المشد تحتها لإبراز جمال الخصر النحيل وحركته المتألقة.
وخلال الدراسة قام الباحثون بدراسة 345 ألف عمل يشمل على قصص روائية وكتب الشعر والنثر أمريكية وبريطانية ، في الفترة الممتدة بين القرن السابع عشر والثامن عشر ، إلى جانب دراسة فئة صغيرة من كتب الشعر الإباحي والرومانسي من الصين والهند ، بين القرن الاول والقرن السادس ، وتبين بعد التحليل الدقيق أن كل الكتب والاعمال الفنية، أن خصر المرأة هو أكثر ما تغزل به الكتاب في جسد المرأة، ويأتي بعده تناسق الصدر والساقين.
أنوثة على مر التاريخ
وأشار الباحثون وفي مقدمتهم ديفاندرا سينج إلى : " أن الملاحم الإغريقية والشعر الفارسي والصيني ، والقصص الكلاسيكية الهندية والاساطير والقصص المحكية مجدت جمال المرأة وأنوثتها ، وأخذت من خصرها النحيل مصدرا للإلهام في كتابة الشعر والوصف الذي لا ينته ، أن الخصر كان وسيبقى عنوان الأنوثة عند المرأة إلى جانب كونه رمز الجمال والصحة والإثارة .
الشعر العربي مغرم صبابة بالخصر النحيلhh
الشعر العربي أيضاً تغزل بالخصر النحيل الجميل ، وأجمعت عليه أمم الأرض ، وكان أصدق ما مثل ذلك قول كعب بن زهير:
هيفاءُ مُقبلة عجزاءَ مُدبرة .. لا يُشَتكى قصرٌ منها ولا طولُ
_ نموذج آخر تغنى وتغزل بالخصل وهو مسن كبير يدعي "نصيب" قال :
فلولا أن يُقال صَبَا نصيبٌ
لقلتُ بنفسي النشأ الصِّغارُ
بنفسي كُلُّ مهضوم حشاها
إذا ظُلمت فليس لها انتصارُ * فـ"مهضوم الحشا" كناية جميلة عن الخصر النحيل ، وقوله "صبا" أي تصابى وهو شيخ ، فهو يعشق الفتيات ذوات الخصور النحيلة والنفوس الخجولة التي تستحي فلا تَرُدُّ ولو ظُلمت.
_ ويقول "سعود بن محمد" كما ورد في كتاب الشوارد لابن خميس جزء 3ص 316:
يا زين قولتها (كذا) تنسف الراس
تضحك وسود الرمش غاش وجَنها
تذبح بجيد فيه رَمع من الماس
له لفتة خطر على الروح منها
هيفا غرايب زينها يفتن الناس
من شافها بالعين ما صَدّ عنها
تاهت بوجداني وقلبي والاحساس
واقفت بغالي الروح بأرخص ثمنها
أحب قاع به قدم رجلها داس
حيث الوطن في الكون عندي وطنها
* وتعتبر القصيدة من أقوي أشعار الحب وأصدقها ، وقوله: "هيفاء" أي ذات خصر نحيل الذي هو القاسم المشترك الأعظم في كل الجميلات.
_ أما امرئ القيس فيقول :
لطيفةُ طي الكشح غيرُ مُفَاضَة
إذا انفلتت ، مرتجةٌ غيرُ مكسال
* وصف الخصر باللطف بالإضافة إلى أنه نحيل، ولطيف هنا معناها مرسوم بجمال، وهي غير مفاضة أي ليست سمينة ولكنها ترتج أنوثة إذا مشت ، وهذا رغماً عنها فهو صفة ملازمة لها، جزء من طبيعة جسدها الجميل، وهي تمور بنشاط الشباب لا تعرف الكسل..
_ ويقول مسلم بن الوليد :
وكشحُها لطيفٌ
مُهَفهَفُ خضيدُ
وردفُها ثقيلٌ
بخصرها يميدُ
* يقصد بن الوليد بـ (مهفهف) أي رقيق يتمايل ، وخضيد ناعمٌ يدل على رقّته ولطفه ، فالعرب بارعون في وصف جمال المرأة.
_ ويشبه الشاعر الشعبي محمد الحزَّاب في شعره الخصر باللوح للتعبير عن رقته وضمور البطن لتبدو مستوية قائلاً :
والبطن مثل اللوح ما لا وجت جيب
ما جابت العيل ولا مزجيبَه
* حيث يشير إلى بطنها الممسوح كاللوح المستوي ، كناية عن نحول الخصر، وهي لم تحمل ولم تلد فخصرها نموذج لجسد العذراء الجميلة المصونة.
_ ويطرح الشاعر " ابن مطروح" سؤالاً غريباً حيره حين رأى حبيبته :
مثري الروادف مُملقٌ في خَصره
أسمعتَ في الدنيا بمثر مُملق؟!
صخيف الوسط وزوازي!!
* والصخيف ضد السميك ، فهو نحيف الوسط رقيقه وهي (وزوازي) أي تتمايل في حركتها ويتماوج جسمها لأن خلقته هكذا ، فالجمال يعبر عن نفسه شاءت صاحبته أم أبت ، والقبح كذلك.
_ ويقول الشاعر "ديك الجن" الدمشقي :
هيفاءُ لو خَطَرت في عين ذي رَمَد
لما أحسَّ لها من مشيها ألماً !
خفيفةُ الروح لو رامت لخفَّتها
رَقصاً على الماء ما بُلَّت لها قَدَماً !
* وصف الشاعر قصة حبه مع جاريته "ورد" التي كان يموت فيها حُبَّاً ويغار عليها بجنون حتى إنه حين شكّ فيها قتلها في لحظة جنون ثم ظل يبكي عليها ألماً وحسرة بقية عمره فمأساته تفوق مأساة عطيل لشكسبير وغيرته كذلك.
_ أما الشاعر فهيد المجماج شبه هو أيضاً الخصر النحيل باللوح وبالبطن الصخيف، وبالوسط الضامر، وبعود الموز، يقول الشاعر:
يا عود موز ناعم له تمرياع
ومنين ما هَبّ الهوى مال حَمَله
ويا من لقلب من هوى البيض ينلاع
كما يلوع الصيد رام خَطَم له
* فعود الموز يميل مع النسيم والجسم الجميل يتمايل بخصره النحيل ، وفي البيت الثاني صورة معبرة وشاعرة حين وصف لوعة قلبه من هوى الجميلات حين يراهن بروعة الطير حين يطلع عليه الصياد ببندقه فجأة.
_ وصور ابن لعبون الخصر النحيل "بخفوق الحشا" أي ضامره ، حيث يقول :
وذكرت الهوى وأهل الهوى يوم أنا له
وليف ولا وصل اتلع الجيد منحالي
ضحوك اللَّما مدموجة الساق كالقنا
خَفُوق الحشا مرتج الأعجاز مكسالي
إلى قلت هاتي حاجة لي ودنَّقَت
تنثر لها مثل الشماريخ ميَّالي
تصاويرها هاروت ، وما روت حليها
وحلي الغواني من دماليج خلخالي
* صور الشاعر روعة قدها فحلاها منها وفيها ملازم لها ، بينما الأخريات حليهن من الذهب والخلاخيل، وقد يكن "لابسات خلاخل والبلا من داخل"!
_ كما عبر بعض شعراء الجاهلية عن جمال الخصر النحيل ، وعبر أحد الشعراء عن الخصر بالكشح وبالوسط وبالبطن المطوي وبالحشا ، ويقول:
ومُرتَجَّةُ الأعطاف مهضومةُ الحشا
مُنَعَّمَةُ الأطراف مائسةُ القدِّ
_ وقال الآخر:
وبطن كطيِّ السابرية ليِّن
أقَبّ لطيف ضامر الكشح أنفج
* حيث شبه بطنها بالقماش اللين الناعم ،و "السابرية" بصفة لنوع من القماش كان "موضة" في العصر الجاهلي .
_ وقال شاعر جاهلي آخر:
والبطن مَطويٌّ كما طُويت
بعضُ الرِّباط يصونها المَلدُ
وبخصرها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فإذا تنوءُ يكادُ ينقد
* شبه هو الآخر بطنها بنوع آخر من القماش السائد في صحراء العرب قديماً يُسَمّى "الرباط" وهو يشبه الساري الهندي الآن ، وربما كان مستورداً من الهند ووصف هذا القماش بأنه مكوي فكلمة "قماش أملد" أي مستو لا نتوء فيه ولا تجاعيد كأنه لوح!
نصائح لخصر نحيل
وإذا كانت لديكِ دهون فى هذه المنطقة تريدين التخلص منها لتنضمي إلى قائمة الجميلات يقدم لكِ الخبراء بعض النصائح للتخلص من سمنة خصرك:
_ احرصي على تناول الألياف يومياً في شكل خضروات وفواكه , ويفضل أن تكون مطهية لأنها تهيج الأمعاء بصورة اقل ، فالألياف تنظم عمل الأمعاء وبالتالي عمل المعدة .
_ تناولي البروتينات في الغداء والعشاء لمنع ذوبان العضلات ، كما تعمل على توقف الجوع الشديد وتحفز النحافة , إذ يسهل علي الجسم التخلص منها .
_لا تحرمي نفسك من النشويات , مثل الخبز والمكرونة والأرز والبطاطس , بل احرصي علي تناولها كل يوم لأنها تحفز الشبع وتسهل عمل الأمعاء .
_قللي من تناول الدهون لأنها لا تمنح الإحساس بالشبع وتولد لديك رغبة في تناول الطعام خارج موعد الوجبات ، اكتفي بتناول عشرة جرام من الزبدة الخفيفة وملعقة طعام من زيت الزيتون يوميا .
_ قللي تناول السكر والملح لأنهما يحبسان الماء في الجسم ويؤديان إلي الانتفاخ .
_ تناولي الشاي الأخضر لمزاياه المضادة للانتفاخ خاصة مع النعناع , أشربي القهوة باعتدال لان الكافيين قادر علي حرق الدهون .
_ امتنعي عن المشروبات الغازية بجميع أنواعها , وتجنبي المشروبات المثلجة لأن الجهاز الهضمي لا يستوعبها بسهولة .
_ لا تشربي الماء أثناء الأكل لأن هذا الأمر يسبب الانتفاخ .